حان الوقت لنتحدث عن محركات البحث. في هذا المقال، سنتحدث قليلا عن تاريخ محركات البحث وما أحدثته من تغييرات في عالم الأنشطة التجارية، وسنسلط الضوء أيضا على أهميتها كمنصات ممتازة لتسويق نشاطك التجاري.
من أين أتت محركات البحث؟
لنعد بالتاريخ إلى عام ألف وتسعمائة وتسعين حين أطلق واحد من أولى محركات البحث تحت اسم "آرتشي" (Archi)، وكان عبارة عن منصة للبحث عن أسماء الملفات، وتحديدا أسماء صفحات الويب، لكنه لم يكن قادرا على عرض محتوى تلك الصفحات.
بعض محركات البحث
وشهدت محركات البحث العديد من التطورات خلال العقود اللاحقة، مع إنشاء محركات بحث مثل Google وBing وYahoo وAsk.com وAOL وغيرها من المحركات التي تعتمد برامج حاسوب معقدة وعالية التطور لفرز هذا العدد الهائل من صفحات الويب.
وتعمل معظم محركات البحث بنفس الطريقة ؛ حيث لا يتوجب على المستخدم سوى كتابة كلمة أو عبارة لها صلة بالموضوع الذي يبحث عنه، وتسمى هذه العملية ب "طلب بحث".
بعد ذلك، يقارن محرك البحث هذا الطلب بالقائمة الواسعة التي يضمها من صفحات الويب، ويرصد أفضل النتائج التي تتوافق مع طلب المستخدم ويعرضها في صفحة نتائج البحث.
أهداف محركات البحث
تهدف محركات البحث إلى توفير أكثر النتائج ملائمة قدر الإمكان لمساعدة المستخدمين على إيجاد ما يبحثون عنه. وصفحة النتائج عبارة عن قائمة تضم روابط لمواقع إلكترونية، ولكنها تعرض أيضا محتوى مثل قوائم ببيانات أنشطة تجارية محلية، وسلع للبيع، وإعلانات، وصور، وخرائط، ومقاطع فيديو، وغيرها الكثير. والآن، كيف ينطبق ذلك عليك؟
كيفية عمل محركات البحث
حسنا، لنفترض أنك تمتلك مقهى باسم "مقهى الأصدقاء" وقام شخص ما بالبحث عنه في محرك البحث؛هذه فرصة ممتازة لكي يظهر نشاطك التجاري في صفحة نتائج البحث.
وبنفس الطريقة، إذا كنت تعمل في مجال إصلاح وحدات تكييف الهواء مثلا، أو تمتلك محل وجبات سريعة يوفر خدمة التوصيل إلى المنازل.
من البديهي أن ترغب في ظهور نشاطك التجاري ضمن نتائج البحث عند قيام أي شخص بالبحث عن كلمات أو عبارات لها صلة بنشاطك. لماذا؟ لأن الكلمات التي تم إدخالها في محركات البحث تشير إلى أن الباحث مهتم في تلك اللحظة بمنتجات أو خدمات أنت توفرها.
ولهذا السبب بالتحديد تعد محركات البحث مكانا جيدا للتواجد فيه، باعتبارها توفر طريقة مباشرة لاستهداف المستخدمين المهتمين فعلا بما تقدمه. وهذا ليس رأينا نحن فقط، فالكثير من المسوقين يؤكدون على أهمية البحث كجزء من استراتيجياتهم التسويقية على الإنترنت؛ والإحصائيات تدعم ذلك.
فوفقا لتقرير "eMarketer"، من المقدر أن يصل حجم الإنفاق العالمي على الإعلانات الرقمية في عام ألفين وسبعة عشر (2017) إلى مائتين وثلاثة وعشرين فاصل أربع وسبعين (223.74) مليار دولار، ما يمثل ثمانية وثلاثين فاصل ثلاث بالمائة (38.3%) من إجمالي نفقات الإعلانات.
هل يعني هذا أن تتجاهل الطرق الأخرى للإعلان عبر الإنترنت؟ بالطبع لا، بل يجب أن تحتوي خطتك على طرق مختلفة للترويج لنشاطك التجاري، مثل شبكات التواصل الاجتماعي، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، والإعلانات الصورية.
لكن، إذا كنت صاحب نشاط تجاري ومهتما بالترويج لمنتجاتك وخدماتك على الإنترنت، يعد تواجدك في صفحات نتائج البحث استثمارا مثمرا بكل تأكيد.