مفهوم الإدارة الإستراتيجية |
الإدارة الإستراتيجية هي التخطيط المستمر والمراقبة والتحليل والتقييم لجميع الضروريات التي تحتاجها المنظمة لتحقيق أهدافها وغاياتها. ستتطلب التغييرات في بيئات العمل من المنظمات تقييم استراتيجياتها باستمرار للنجاح.
تساعد عملية الإدارة الإستراتيجية المؤسسات على تقييم وضعها الحالي، ووضع الاستراتيجيات ونشرها وتحليل فعالية استراتيجيات الإدارة المنفذة.
تطور مفهوم الإدارة الإستراتيجية
البذرة الأولى لتطور الإدارة الإستراتيجية كانت في حقل أطلق عليه سياسات الأعمال، الذي بدأ في مدرسة هارفارد للأعمال من خلال تدريس طلبتها هذا الموضوع بأسلوب الحالات الدراسية، لمعالجة المشكلات المتصلة بالسياسات المختلفة (الإنتاجية، التسويقية، الموارد البشرية والمالية).
وقد أصبح يطلق على هذا الحقل بالإدارة الإستراتيجية، وتحول الإهتمام بمادة الإدارة الإستراتيجية للتركيز على مستوى المنظمة ككل. مما دعا الجامعات وكليات الإدارة لتعليم طلبة إدارة الأعمال مفهوم البيئة وأنواعها، وتأثيرها على منظمات الأعمال، من حيث إتخاذ قراراتها وفي صياغة رسالتها وأهدافها .
مفهوم الاستراتيجية
إشتقت كلمة الإستراتيجية Strategy من الكلمة اليونانية استراتيجوس Strategos ، وهي تعني فن القيادة أو فن نقل القوات والمعدات من وإلى أرض المعركة، من اجل اكتساب ميزة تنافسية تمكنها من الفوز على الاعداء.
وقد تعددت إستخدامات الإستراتيجية حتى أنها شملت العديد من العلوم والميادين، ولم يعد إستخدامها قاصرا على العمليات العسكرية، بل نجده قد امتد الى إلى كافة العلوم الاجتماعية كعلم السياسة والإقتصاد والإجتماع والإدارة.
تعريف الإستراتيجية
هي تحديد المنظمة لأهدافها وغاياتها على المدى البعيد، وتخصيص الموارد لتحقيق هذه الأهداف والغايات.
فهي عبارة عن تصور المنظمة لطبيعة العلاقة المتوقعة مع البيئة الخارجية، والتي في ضوئها تحدد نوعية الاعمال التي ينبغي القيام بها على المدى البعيد.
اما عن تعريف الإدارة الإستراتيجية
عرف ثومبسون واستركلاند الإدارة الإستراتيجية بأنها تعني "وضع الخطط المستقبلية للمنظمة، وتحديد غاياتها على المدى البعيد، وإختيار النمط الملائم من أجل تنفيذ الإستراتيجية .[المصدر] "
وعرف جليك Glueck الإدارة الاستراتيجية بأنها "سلسلة من القرارات والأفعال التي تقود إلى تطوير إستراتيجية أو استراتيجيات فعالة لتحقيق أهداف المنظمة"[المصدر].
إما ثوماس فقد عرفها على أنها " تلك الفعاليات والخطط التي تضعها المنظمة على المدى البعيد، بما يكفل تحقيق التلاؤم بين المنظمة ورسالتها".
مقومات الإدارة الإستراتيجية
إن تحقيق الإدارة الإستراتيجية الناجحة يتطلب منها توفر عدد من المقومات الرئيسية منها:
- خطة استراتيجية متكاملة.
- منظومة متكاملة من السياسات التي تحكم وتنظم عمل المنظمة وترشد القائمين بمسئوليات الأداء وأخلاقيات العمل لتحقيق التميز.
- أسس وقواعد ومعايير اتخاذ القرار.
- هياكل تنظيمية مرنة ومتناسبة مع متطلبات الأداء وقابلة للتطوير والتكيف مع التغيرات والتحديات الخارجية والداخلية للمنظمة.
وتختلف الإدارة الإستراتيجية عن التخطيط اإاستراتيجي والتخطيط التشغيلي، فالإدارة الإستراتيجية هي ثمرة لتطور مفهوم التخطيط الإستراتيجي وتوسيع لنطاقه وإغناءً لأبعاده.
فالتخطيط الاستراتيجي هو عنصر من عناصر الإدارة الإستراتيجية. إن الإدارة الإستراتيجية تعني أيضاً إدارة التغيير التنظيمي وإدارة الثقافة التنظيمية وإدارة الموارد وإدارة البيئة في نفس الوقت.
فالإدارة الإستراتيجية تهتم بالحاضر والمستقبل في آن معا، في حين أن التخطيط الإستراتيجي هو عملية تنبؤ لفترة طويلة الأجل وتوقع ما سيحدث وتخصيص الموارد.
أهمية الإدارة الإستراتيجية
تنبع أهمية الإدارة الإستراتيجية من متابعة وتقييم أداء المنظمة، كنظام متكامل يتكون من بنية متفاعلة من الأنظمة الوظيفية الفرعية، إلى جانب تحليل أداء الأنظمة الفرعية والمناخ التنظيمي والثقافة التنظيمية.
تتضمن هذه المجالات والأنظمة من عناصر قوة وضعف، تقوم الإدارة الإستراتيجية بتجديد مركز المنظمة الإستراتيجية، وتقييم الأداء ككل من خلال تحديد دور كل نظام في خلق قيمة محددة للمنظمة.
ويجب متابعة سلسلة القيمة المضافة ذات الأثر المباشر في إتاحة فرص البقاء أو النمو والتطور في الصناعة، ويعتبر التكامل الاستراتيجي شرطاً جوهرياً للكفاءة والفاعلية.
وخلاصة القول أن الإدارة الإستراتيجية هي عملية إبداعية عقلانية التحليل، وهي عملية ديناميكية متواصلة تسعى إلى تحقيق رسالة المنظمة، من خلال إدارة وتوجيه الموارد المتاحة بطريقة كفؤة وفعالة.
لديها أيضاً القدرة على مواجهة تحديات بيئة الأعمال المتغيرة من تهديدات وفرص ومنافسة ومخاطر لتحقيق مستقبل أفضل انطلاقا من نقطة إرتكاز أساسية في الحاضر.
مستويات الإدارة الإستراتيجية
تتكون الإدارة الإستراتيجية من ثلاثة مستويات:
1-إستراتيجية المنشأة - Corporate Strategy
وهى تصف توجهات المنظمة الكلية، بما يعكس إتجاهاتها العامة نحو النمو وإدارة أعمالها وخطوط منتجاتها لتحقيق التوازن في مزيج منتجاتها.
وإستراتيجية المنظمة محدد للقرارات التي تحدد نوع الأعمال التي يجب أن ترتبط بها المنظمة، وكذلك تدفق الموارد والأموال من وإلى أقسام المنظمة. وأخيراً علاقات المنظمة مع المجموعات الرئيسية في البيئة.
2- إستراتيجية الأعمال - Business Strategy
يطلق عليها أحياناً الإستراتيجية التنافسية Competitive Strategy وعادة ما توضع على المستوى وحدات الأعمال الإستراتيجية SBU.
وتركز على تحسين الوضع التنافسي لمنتجات أو خدمات المنظمة في صناعة معينة أو في قطاع سوقي معين.
3- الإستراتيجية الوظيفية - Functional Strategy
تتعلق أساساً بتعظيم الكفاءة الإنتاجية بتجميع وإستغلال المصادر المتاحة بكفاءة وفاعلية.
عوامل نجاح تطبيق الإدارة الاستراتيجية:
لتطبيق الإدارة الإستراتيجية بنجاح، يستوجب توفر عدد من العوامل، والتي من أهمها:
1-توافر التفكير الإستراتيجي
- القدرة على تحليل البيئة الخارجية بما توفره من فرص أو ما ينتج عنها من مخاطر.
- القدرة على إختيار الإستراتيجية المناسبة.
- القدرة على تخصيص الموارد والإمكانات المتاحة واستخدامها بكفاءة.
- القدرة على إتخاذ القرارات الإستراتيجية.
2- توافر نظم المعلومات الاستراتيجية:
فالمعلومات لها دور أساسي في كافة مراحل الإدارة الاستراتيجية، فالمعلومات المرتبطة بنتائج تحليل المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية.
مثلاً تدعم جهود المديرين الإستراتيجيين في وضع الأهداف وصياغة الإستراتيجيات، كما أنها تساهم في تنفيذ الإستراتيجية ومراجعتها والرقابة عليها.
3- توفر نظام للحوافز
يهدف نظام الحوافز عادةً إلى التأكد من وجود توافق بين، ما يتطلبه التنفيذ الفعال للخطط الاستراتيجية، والحاجات، والمطالب المشروعة للعاملين في المنظمة الذين يقومون بالتنفيذ.
فلابد أن يرتبط نظام الحوافز بصورة مناسبة وفعالة مع إستراتيجية المنظمة على المستويات الإدارية المختلفة؛ ولتحقيق ذلك لابد من تصميم نظام محكم وعادل للمكافآت والحوافز بحيث يؤدي دوراً محفزاً ومشجعاً لمكافأة الأداء المرغوب فيه.
4- توفر نظام مالي
يجب أن يكون لدى المنظمة نظام جيد للإدارة المالية، فإذا لم يكن متوفر، فيفضل أن يعالج ذلك قبل أن يتم تطبيق الإدارة الإستراتيجية، حيث أنها تتطلب موارد مالية وبشرية وفنية كبيرة.
5- توفر التنظيم الإداري السليم
ينبغي توفر تنظيم إداري دقيق ومرن قادر على التكيف مع متغيرات الإستراتيجية وإستيعاب الأهداف الإستراتيجية وتوفير المعلومات اللأزمة.